فصل: الباب الثالث عشر : فيما أوله سين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


1936- شَفَيْتُ نَفْسِي وَجَدَعْتُ أَنْفِي‏.‏

يضرب لمن يَضُرُّ بنفسه من وَجْه ويشتفي من وجه‏.‏

1937- اُشْدُدْ يَدَيْكَ بِغَرْزِهِ‏.‏

يضرب لمن يحثُّ على التمسك بالشيء ولزومه‏.‏

1938- شمِّرْ واْئِتزِرْ والْبَسْ جِلْدَ النَّمِرِ‏.‏

يضرب لمن يؤمر بالجد والاجتهاد‏.‏

1939- شَيْطَانُ الَحْمَاطَةِ‏.‏

يقال‏"‏كأنه شَيْطَان اَلحَمَاطة‏"‏ و‏"‏ما هو إلا شيطان الحَمَاطة‏"‏يقال لِيَبِيسِ الأفَانِي ‏"‏حَمَاط‏"‏ قال أبو عمرو‏:‏ الأفاني من أحرار البقول ‏(‏ في القاموس‏:‏ الحماطة عشبة كالصليان سوى أنها خشنة‏.‏‏)‏ واحدتها أفَانِية، والشيطان‏:‏ الحية، وأضيف إلى الحماط لإلفه إياه كما يقال‏:‏ ضَبُّ كُدْبة، وذئبُ غَضًى‏.‏

يضرب للرجل إذا كان ذا مَنْظَر قبيح‏.‏

1940- شَهدْتُ بأَنَّ الخُبْزَ باللّحَمْ طَيِّب وَأَنَّ الْحُبَارَى خاَلَة الكَرَوَانِ‏.‏

ويروى ‏"‏بأن الزبد بالتمر طيب‏"‏

قال أبو عمرو‏:‏ يضرب عند الشيء يتمنَّى ولا يُقْدَرُ عليه‏.‏

1941- شَمِّرْ ذَيْلاً، وأدَّرِعْ لَيْلاً‏.‏

يضرب في الحث على التشمير والجِدِّ في الطلب‏.‏

1942- أَشْرِقْ ثَبِيرُ، كَيْمَا نُغِيرُ‏.‏

أشرق‏:‏ أي ادخُلْ يائبير في الشروق كي نسرع للنحر، يقال‏:‏ أغار فلان إغارة الثَّعْلَب، أي أسرع، قال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ إن المشركين كانوا يقوون ‏"‏أشرق ثبير كيما نغير‏"‏وكانوا لا يُفِيضُون حتى تطلع الشمس‏.‏

يضرب في الإسراع والعَجَلَة‏.‏

1943- شَرْعُكَ مَا بَلَّغَكَ المَحَلَّ‏.‏

أي حَسْبُك من الزاد ما بَلَّغك مَقْصدك، ومنه قول الراجز‏:‏

من شاء أن يُكْثِرَ أو يُقِلاَّ * يَكْفِيهِ ما بَلَّغَهُ الْمَحَلاَّ

1944- أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجًا لَوْ أَنَّ أُسَيْمِرًا‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ كان المُفَضَّل يحدِّثُ أن صاحبَ المثل لقيم بن لقمان، وكان هو وأبوه قد نزلا منزلا يقال له شرج، فذهب لُقَيم يُعَشِّى إبله، وقد كان لقمان حَسَدَ لقيما وأراد هلاكه، فاحتفر له خَنْدَقا، وقطع كل ما هناك من السَّمُر ثم ملأبه الخندق فأوقد ‏[‏ص 363‏]‏ عليه ليقع فيه لُقَيم، فلما أقبل عَرَفَ المكان وأنكَرَ ذهاب السَّمُر، فعندها قال‏:‏ أشبه شَرْجٌ شَرْجاً لو أن أسيمرا، فشرج ههنا‏:‏ موضع بعينه، والشرج في غير هذا الموضع‏:‏ مَسِيلُ الماء من الحَرَّة إلى السَّهْل، والجمع شِرَاج، وقوله ‏"‏لو أن أسيمرا‏"‏ هو تصغير أسْمُر، وأسْمُر جمع سَمُر، مثل ضَبُع وأضْبُع، وأراد لو أن أسيمرا كانت فيه أو به، يعني أن هذا الذي أراه الآن هو الذي قبل هذا كان لو أن أسيمرا موجودة‏.‏

يضرب في الشيئين يَتَشَابهان ويفترقان في شيء‏.‏

1945- شَجَرٌ يَرِفُّ‏.‏

أي يهتزُّ نَضَارة، ويجوز يَرِفُ - بالتخفيف - من وَرِفَ الظلُّ إذا اتَّسع، وحقه أن يذكر معه الظل، أي شجر يرف ظلُّه‏.‏

يضرب لمن له مَنْظر ولا مَخْبر عنده‏.‏

1946- شَرُّ الرَّعَاءِ الُحْطَمَةُ‏.‏

وهو الذي يَحْطِم الراعية بعُنْفه‏.‏ يضرب لمن يلي شيئاً ثم لا يحسن ولايته وإنما ينبغي أن يكون الراعي كما قال الراعي‏:‏

ضَعيفُ الْعَصَا بَادِي الْعُرُوقِ تَرَى لَهُ*عَلَيْهَا إذا ما أمْحَلَ الناسُ أصْبُعَا

أي أثراً حسنا

1947- شُغِلَ عَنِ الرَّامِي الكِنَانَةَ بالنَّبْلِ‏.‏

أصله أن رجلا من بني فَزَارة ورجلا من بني أسد كانا متواخين، وكانا راميين لا يسقط لهما سهم، ومع الفزاري كِنانة جديدة، ومع الأسدي كنانة رَثِّةٌ، فأعجبته كنانة الفزاري، فقال الأسدي‏:‏ أينا ترى أرمي أنا أم أنت ‏؟‏ قال الفزاري‏:‏ أنا أرمى منك، وأنا عَلَّمتك، قال الأسدي‏:‏ انْصِبْ لي كِنانتك وأنْصِبُ لك كِنانتي، فقال له الفزاري‏:‏ انْصِبْ لي كِنانتك، فعلق الأسدي كنانَتَه على شجرة، ورماها الفزاري فجعل لا يرمى بسهم إلا شكلها حتى قَطَّعها بسهامه فلما نَفِدَتْ سهامُه قال‏:‏ انْصِبْ لي كنانَتَكَ حتى أرميها، فرمى فسدد السهم نحوه، فشَكَّ كبدَ الفزاري، فسقط الفزاري ميتاً، فأخذ الأسدي قوسَه وكنانته، قال الفرزدق‏:‏

فَقُلْتُ أظَنَّ ابنُ الخبيِثَة أنني * شُغِلتُ عن الرامِي الكنَانَةَ بالنَّبْلِ

يريد بهذا جريراً، يقول‏:‏ أراد جرير بهجائه البعيثَ غيرَه وهو أنا، أي أرادني ولم يرد البعيثَ، كما أن الأسدي أراد رَمْيَ الفزازي ولم يرد رَمْيَ الكنانة‏.‏

قلت‏:‏ ومعنى المثل شغل فلان عن ‏[‏ص 364‏]‏ الذي يرمي الكنانة بالنبل، يعني أنه لم يعلم أن غَرَضَ الرامي أن يرميه لا أن يرمي كنانته ‏.‏

يضرب لمن يغفل عما يراد به ويُكاد له‏.‏

وقريب من هذا بيت الحماسة‏:‏

فإن كنت لا أرمي وتُرْمَي كنايتي * تُصِبْ جَانِحَاتُ النَّبْلِ كَشحِي وَمَنْكبِي

1948- شَقَّ فُلاَن عَصَا المُسْلِمينَ‏.‏‏.‏

إذا فَرَّق جَمْعهم‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ معناه فَرَّق جماعتهم، قال‏:‏ والأصل في العَصَا الاجتماع والائتلاف، وذلك أنها لا تُدْعَى عَصاً حتى تكون جميعا، فإن انشقَّت لم تُدْعَ عَصاً، ومن ذلك قولهم للرجل إذا أقام بالمكان واطمأنَّ به واجتمع له فيه أمرهُ ‏"‏قَدْ ألْقَى عَصَاهُ‏"‏ قال معقر البارقي‏:‏

فألْقَتْ عَصَاها واستقرت بها النَّوَى * كما قَرَّ عَيْناً بالإياب الْمُسَافِرُ

قالوا‏:‏ وأصل هذا أن الحاديين يكونان في رفقة، فإذا فرقَهم الطريقُ شُقَّتِ العصا التي معهما، فأخذ هذا نصفَها وهذا نصفها

يضرب مثلاً لكل فرقة‏.‏

قال صِلة بن أشيم لأبي السليل‏:‏ إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شَقِّ المسلمين

1949- الشُّجَاعُ مُوَقًّى‏.‏‏.‏

وذلك أنه قَلَّ مَنْ يرغب في مبارزته خوفاً على نفسه، وهذا كما يقال‏:‏ ‏"‏احْرِصْ على الموت تُوهَبْ لك الحياة‏"‏

1950- شُخْبٌ طَمَحَ‏.‏‏.‏

الشُّخْب‏:‏ اللبنُ يمتدُّ من الضَّرْع

يضرب للرجل يكون منه السَّقْطة‏.‏

ويقال‏:‏ معناه حَظٌّ فات، يقال‏:‏ طَمَحَ الشُّخْبُ، وهو أن يسقط على الأرض فلا ينتفع به‏.‏

1951- شَحْمَتِي فِي قَلْعِي ‏.‏‏.‏

القَلْع‏:‏ كِنْفٌ يجعل الراعي فيه أداته، قيل للذئب‏:‏ ما تقول في غنم يكون معها غلام‏؟‏ قال‏:‏ أخاف إحدى حَظِيَّاته - أي سهامه - فقيل‏:‏ في غنم معها جارية‏؟‏ قال‏:‏ شَحْمَتي في قَلْعي، أي أتَصَرَّفُ فيها كما أريد‏.‏

يضرب للشيء الذي هو في ملك الإنسان يَضْرِب بيده إليه متى شاء، وكذلك إن كان في ملك مَنْ لا يمنعه منه، وجمع القَلْع قِلَعَة وقِلاَع ‏(‏وقلوع وأقلع‏.‏‏)‏

1952- اشْنَأْ حَقَّ أَخِيكَ‏.‏‏.‏

قال ابن الأعرابي‏:‏ يقول سَلِّم إليه حَقِّه فلا تحملنك محبةُ الشيء أن تمنعه‏.‏

1953- الشَّرُّ يَبْدَؤُهُ صِغَارُهُ‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ يقول فاصفح عنه واحتمله، لئلا يخرجك إلى أكثر منه، قال مسكين الدَّارِمِيُّ‏:‏ ‏[‏ص 365‏]‏

ولقد رأيْتُ الشرَّ بَيْـ * ـنَ ‏(‏بين‏)‏ الحيِّ يَبْدَؤُهُ صِغَارُهْ

وقال آخر‏:‏

الشر يبدؤه في الأصل أصْغَرُه * وليس يَصْلَي بحرِّ الحرب جَانِيهَا

والحربُ يلحق فيها الكارهُونَ كما * تدنو الصِّحَاحُ إلى الْجَرْبَى فَتُعْدِيهَا

1954- الشَّرُّ أَخْبَثُ ما أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ‏.‏

يضرب في اجتناب الذم والشر، قاله أبو عبيد‏.‏وهو بيت أوّله‏:‏

الْخَيْرُ يَبْقَى وَإنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ*

وزعموا أي هذا بيت قالته الجن، وقيل‏:‏ بل هو لعَبِيد بن الأبرص‏.‏

1955- الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ هذا مثل مبتذل عند العامة، وإنما نراهم جعلوا له عذراً إذا كان استبقاؤه مالَه ليَصُونَ به وجهه وعرضه عن مسألة الناس، يقولون فهذا ليس بمُلِيم، إنما هو تارك للفَضْل، ولا عتب على من حفظ شيئه، إنما يلزم اللائمة الآخذَ مالَ غيره‏.‏

قال‏:‏ وهذا كالمثل الذي لأكثم بن صَيْفي‏:‏ ربَّ لأئمٍ مُلِيم، يقول‏:‏ إن الذي يلوم المُمْسِكَ هو الذي قد ألام في فعله، لا الحافظ له، وقال أبو عمرو‏:‏ الشحيح أعْذَرُ من الظالم، أي مَنْ بخل عليك بماله فشتمته فقد ظلمته، وهو أعذر منك‏.‏

قالوا‏:‏ إن أول من قال ذلك عامر بن صَعْصَعة، وكان جمع بنيه عند موته ليوصيهم، فمكث طويلاً لا يتكلم، فاستحثَّه بعضُهم، فقال‏:‏ إليك يُسَاق الحديث، ثم قال‏:‏ يَا بَنِيَّ جُودُوا ولا تسألوا الناس، واعلموا أن الشحيح أعْذَرُ من الظالم، وأطْعِمُوا الطعام، ولا يُسْتَذَلَّنَّ لكم جار‏.‏

1956- شَرِبْنَا عَلَى الخَسْفِ‏.‏

أي على غير أكل، من قولهم‏.‏ باتَتِ الدابةُ على الخَسْفِ، أي على غير عَلَفٍ، وكذا ‏"‏بات القومُ على الْخسْفِ‏"‏ أي جياعاً‏.‏قلت‏:‏ وأصلُ الخَسْفِ الذلُّ والمشقة، يقال‏:‏ سامه خَسْفاً وخُسْفاً - بالضم - أي كلَّفه مشقة وذلا، وفي كل ما تقدم ضَرْبٌ من الذل ونوع من المشقة‏.‏

1957- اشْتَرِ لِنَفْسِكَ ولِلسُّوق‏.‏‏.‏

أي اشتر ما ينفُقُ عليك إذا بِعْتَهُ‏.‏

1958- اشْتَدِّى زِيَمُ‏.‏

الاشتداد‏:‏ العَدْو، وزيم‏:‏ اسم فرس

يضرب في انتهاز الفُرْصَة‏.‏

1959- الشَّعِيرُ يُؤْكَلُ ويُذَمُّ‏.‏

ويقال‏:‏ خُبْزُ الشعير يؤكل ويُذَمُّ، وهذا كالمثل الآخر ‏"‏أكْلاً وَذَمّاً‏"‏ ‏[‏ص 366‏]‏

1960- أَشَوَار عَرُوسٍ تَرَى‏.‏

الشَّوَار‏:‏ الفَرْج، قالته الزباء لجَذِيمة، وقد مر ذكرها في باب الخاء، والتقدير‏:‏ أترى شَوَارَ عَرُوسٍ‏؟‏ تتهكم بجذيمة‏.‏ يضرب عند الهزء‏.‏

1961- شُبِّرَ فَتَشَبَّرَ‏.‏

أي‏:‏ أُكْرِمَ فاستحمق، وعَظِّم فتعظم، والشبر القُرْبان الذي يقرب، ومعناه قرب فتقرب‏.‏

يضرب للذي يُجَاوز قدره‏.‏

1962- شَعْبَانُ فِي يَدِهِ كِسْرَةٌ‏.‏

يضرب لمن مالُه يُرْبِى على حاجته‏.‏

1963- شَيْئاً ما يَطْلُبُ السَّوْطُ إِلىَ الشقْرَاءِ‏.‏

أي‏:‏ يَطْلب العَدْوَ، وأصله أن رجلا ركب فرسا له شقراء، فجعل كُلَّما ضربها زادته جريا‏.‏

يضرب لمن طلب حاجة وجَعَل يَدْنو من قضائها والفراغ منها‏.‏

و‏"‏ما‏"‏صِلَة، قاله أبو زيد‏.‏

1964- شَمَّ خِمَارَهَا الكَلْبُ‏.‏

يضرب للمرأة إذا كانت سَهِكة الرِّيحِ، ويقال ذلك للفاجرة أيضاً‏.‏

1965- شِفَاؤُهُ نَكْءُ الدَّبَرِ‏.‏

أي الْقَ الشَّرَّ بمثله‏.‏

يضرب لمن لا يصلُحُ إلا على الذل‏.‏

1966- الشَّرُّ للشَّرِّ خُلِقَ‏.‏

كقولهم ‏"‏الحديدُ بالحديد يُفْلَحُ‏"‏‏.‏

1967- أُشِئْتَ عُقَيْلُ إِلىَ عَقْلِكَ‏.‏

عقيل‏:‏ اسمُ رجلٍ، وأشئت‏:‏ ألْجِئْتَ، يريد لما ألجئت إلى عقلك ووُكِلْتَ إلى رأيك جَلَبَا إليك ما تكره، قال أبو عمرو‏:‏ أشئت إلى عَقَلِكَ، قال‏:‏ والعَقَل العَرَجُ، وكان عقيل أعرج‏.‏

يضرب هذا للرجل يقع في أمرٍ يهتم للخروج منه، فيقال‏:‏ اضطررت إلى نفسك فاجتهد، فإنك وإن كنت عليلا إذا اجتهدت كنت قَمِناً أن تنجو‏.‏

1968- شَعْبَانُ مَقْصُورٌ لَهُ‏.‏

يضرب لمن حسن حاله بعد الهُزَال، مثل قولهم ‏"‏‏[‏أسْمَنَنِي‏]‏ الْقَيْدُ والرَّتْعَةُ‏"‏‏.‏

والقَصْر‏:‏ الحَبْس، وقوله ‏"‏مقصور له‏"‏ أي محبوس لنفسه، لأن فائدة حَبْسه ترجع إليه، وهو سمنه وحسن حاله‏.‏

1969- اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِذَلِكَ الأَمْرِ‏.‏

أي وَطِّنْ نفسَك عليه وخُذْه بجد، قال أحَيْحَة بن الجُلاَح لابنه‏:‏ ‏[‏ص 367‏]‏

اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ * فَإنَّ الْمَوْتَ لاَقِيكَ

ولا تَجْزَعْ مِنَ الموتِ * إذَا حَلَّ بِوَادِيكَ

‏"‏اشدد‏"‏ في البيت زيادة، ويُسَمِّى العروضيون هذا خَزْماً، والنقصانَ خَرْماً، الزايُ مع الزاي، والخزم يكون من حرفٍ إلى أربعة كاشدد في هذا البيت، والخرم‏:‏ إسقاطُ الحرفِ الأول من الجزء الأول من البيت، وفيه اختلاف بينهم‏.‏

1970- شَيْخٌ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ بالبَاطِلِ‏.‏

يُضْرب للعِنِّين أو الشيخ الكبير الذي لا يقدر على الباه‏.‏

1971- شَاخَسَ لَهُ الدَّهْرُ فَاهُ‏.‏

أي تغير عما كان له عليه، من قولهم‏:‏ ‏"‏تَشَاخَسَتْ أسنانه‏"‏إذا اختلفت نِبْتَتُهَا‏.‏

1972- شَقَّ عَصَاهُم نَوىً شَجُورٌ‏.‏

أي مخالفة بعيدة، وشَجُور‏:‏ من قولهم ‏"‏ما شَجَرَك عن كذا‏"‏ أي ما صَرَفَك، ونَوًى شَجُورٌ‏:‏ بُعْدٌ بعيد يَصْرِفُ القاصدَ له لغَوْرِ بعده‏.‏

1973- الشَّرْطُ أَمْلَك، عَلَيْكَ أَمْ لَكَ‏.‏

يضرب في حفظ الشرط يجري بين الإخوان‏.‏

1974- الشّرُّ قَلِيلُةُ كَثِيرٌ‏.‏

هذا قريبٌ من قولهم‏:‏ ‏"‏الشرُّ تَحْقِرُهُ وقد يَنْمِى‏"‏‏.‏

1975- الشَّيْبُ قِنَاعُ الْمَقْتِ‏.‏

يعني أن الغواني تمقُتُ المشايخ، كما قال‏:‏

رَأَيْنَ شَيْخَاً ذِرئَتْ مَجَالِيه‏"‏1‏"‏ * يَقْلِي الْغَوَانِي وَالْغَوَانِي تَقْلِيه

‏(‏ذرئت‏:‏ شابت، والمجالي‏:‏ ما يرى من الرأس إذا استقبل الوجه، واحدها مجلي، والبيت لأبي محمد الفقعسي‏)‏

1976- الشَّبَابُ مَطِيَّةُ الْجَهْلِ‏.‏

ويروى‏:‏ ‏"‏مَظِنَّةُ الجهل‏"‏ أي منزلُه ومحلُّه الذي يُظَن به‏.‏

1977- شَرُّ العِيشَةِ الرَّمَقُ‏.‏

العِيشة‏:‏ العَيْش، والرمَقُ‏:‏ جمع رَمَقة، وهي البُلْغة التي يُتَبلغ بها، ويروى الرَّمِقُ‏:‏ أي العيشُ الرمِقُ، وهو الذي يُمْسِك الرَمقَ

يضرب في ضيق المعيشة وشدتها‏.‏

1978- الشَّمَاتَةُ لُؤْمٌ‏.‏

قال أكْثَمُ بن صَيْفي التميمي، أي لا يفرح بنكبة الإنسان إلا مَنْ لَؤُم أصله، وقال‏:‏

إذَا ما الدَّهْرُ جَرَّ على أُنَاسٍ * كَلاَ كِلَهُ أنَاخَ بآخَرِينَا

فَقُلْ للشَّامِتِينَ بِنَا أفِيقُوا * سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا ‏[‏ص 368‏]‏

وفي حديث أيوب عليه السلام أنه لما خرج من البلاء الذي كان فيه قيل له‏:‏ أي شيء كان أشَدَّ عليك مِن جملة ما مَرَّ بك‏؟‏

قال‏:‏ شماتة الأعداء ‏.‏

1979- الشَّرُّ كَشَكْلِهِ‏.‏

أي الشر يشبه بعضُه بعضاً، ويروى الشيء كشكله‏.‏

1980- شَرٌّ مِنَ المَرْزِئَةِ سُوءُ الْخَلَفِ مِنْهَا‏.‏

المَرْزِئة‏:‏ الرُّزْء، وهو المصيبة‏.‏

يضرب للخلف قام مقام الخلف‏.‏

وقيل‏:‏ أراد بالخلف ما يستوجبه من الصبر إن صبر، وسُوءه‏:‏ أن يُحْبِط ذلك بالجزع‏.‏

1981- شَرٌّ مِنَ المَوْتِ ما يُتَمَنَّى مَعَهُ المَوْتُ‏.‏

يضرب في الداهية الدهياء‏.‏

1982- شَرُّ اللَّبَنِ الَوالِجُ‏.‏

يقال‏:‏ وَلَجَ إذا دخل، يريد شر اللبن ما دخل بيتك، يحث على بَذْل اللبن للضيف وإيثاره على نفسك وولدك‏.‏

يضرب في الحثِّ على الإحسان إلى الناس ‏.‏

وقيل‏:‏ الوالج ما يُرَدُّ في الضرع، بأن يُرَشَّ عليه الماء، قال الحارث بن حِلِّزة لابنه عمرو‏:‏

قُلْتُ لعمرو حين أرْسَلْتُهُ * وقد حَبَا مِنْ دُونِهَا عَالجُ

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبَارِهَا * إِنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ النَّاتِجُ

وَأصْبُبْ لأَضْيَافِكَ أَلْبَانَهَا * فإنَّ شَرَّ اللَّبَنِ الْوَالجُ

قوله‏"‏حبا‏"‏ أي عَرَض، والهاء للإبل، وعالج‏:‏ رَمْل، والكَسْع‏:‏ ضربُ الماء على الضَّرْعِ ليرتفع اللبن فتسمن الناقة، والغُبْرُ‏:‏ بقية اللبن‏.‏

1983- أَشْرَبْتَنِي مالَمْ أَشْرَبْ‏.‏

أي ادَّعَيْتَ على مالم أفعل‏.‏

1984- الشُّبْهَةُ أُخْتٌ الْحَرَام‏.‏

يضرب للشيئين لا يكون بينهما كثيرُ بَوْنٍ‏.‏

1985- الشَّرُّ خَيْرٌ إِذَا كانَ مُشْتَرَكاً‏.‏

يضرب في تهوين الأمر العظيم يَهْجُم على الخلق الكثير‏.‏

1986- الشَّبْعَانُ يَفُتُّ لِلْجاَئِعِ فَتًّا بَطِيئاً‏.‏

يضرب لمن لا يهتم بشأنك ولا يأخذه ما أخَذَكَ‏.‏ ‏[‏ص 369‏]‏

1987- شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ‏.‏

الشقْشِقة‏:‏ شيء كالرئة يُخْرِجها البعيرُ من فِيهِ إذا هاج، وإذا قالوا للخطيب ‏"‏ ذو شِقَشِقْةٍ‏"‏ فإنما يُشَبَّه بالفَحْل، ولأمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه خطبة تعرف بالشقشقية، لأن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال له حين قطع كلامه‏:‏ ياأمير المؤمنين، لو اطَّرَدَتْ مقالتك من حيث أفضيت، فقال‏:‏ هيهات يا ابنَ عباسٍ تلك شِقْشِقَة هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ‏.‏

1988- شَرُّ الضُّرَوعِ ما دَرَّ عَلَى العَصْبِ‏.‏

وهو أن يُشَدَّ فخذا الناقة حتى تَدِرُّ، ويقال لتلك الناقة عَصُوب‏.‏

1989- شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ‏.‏

يضرب للنزيق السريع الغضب، وللغادر أيضاً‏.‏ قلت‏:‏ هذا لفظ يحتاجُ إلى شَرْح، والأصل فيه‏:‏ أن العرب تسمى الشحم مِلْحاً لبياضه، وتقول‏:‏ أَمْلَحْتُ القِدْرَ، إذا جعلت فيها الشحم، وعلى هذا فسر قوله‏:‏

لا تَلُمْهَا إِنهَا مِنْ نِسْوَةٍ * مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرَكب

يعني من نسوة هَمُّها السمن والشحم، فكان معنى المثل‏:‏ شر الناس مَنْ لا يكون عنده من العقل ما يأمره بما فيه مَحْمدة، إنما يأمره بما فيه طَيْش وخفة وميل إلى أخلاق النساء، وهو حُبُّ السمن، والمِلْحُ يذكر ويؤنث‏.‏

1990- أَشْأَمُ كلِّ امْرِىءٍ بَيْنَ فَكَّيْهِ‏.‏

ويروى ‏"‏لَحْيَيْه‏"‏ وهما واحد، وأشأم بمعنى الشؤم، كقوله‏:‏

فتنتج لَكُمْ غِلْمَانَ أشام*

أي غلمان شؤم، يراد أن شؤم كل إنسان في لسانه، وهذا كما روى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏"‏أيْمَنُ امرىء وأشأمه بين لحييه‏"‏ وكما قيل ‏"‏مَقْتَلُ الرجُل بين فكيه‏"‏ قال أبو الهيثم‏:‏ للعرب أشياء جاءُوا بها على أفعل، هي كالأسامي عندهم في معنى فاعل أو فَعِيل أو فَعِلٍ، كقولهم‏:‏ أشأمُ كل امرىء بين لحييه، بمعنى شُؤْم، وكقولهم‏:‏ المرء بأصْغَرَيْهِ أي بصَغِيريْهِ، وكقولهم‏:‏ إني منه لأوْجَلُ وأَوْجَر، أي وَجِل ووَجِر، أي خائف، وكقول الشاعر‏:‏

لا أعتِبُ ابنَ الْعَمِّ إن كان عَاتِباً * وَأَغْفِرُ عَنْهُ الْجَهْلَ إن كَانَ أَجْهَلاَ

أي جاهلا‏.‏

1991- أَشْبَهَ فُلانٌ أُمَّه‏.‏

يضر لمن يَضْعُف ويعجز‏.‏ ‏[‏ص 370‏]‏

1992- شَجِىَ بِرِيِقِهِ‏.‏

إذا غَصَّ بريقه‏.‏

يضرب لمن يُؤْتَى من مأمَنِهِ‏.‏

1993- شَدِيدُ الْحُجْزَةِ‏.‏

قالوا‏:‏ هي مَعْقِدُ الإزار‏.‏

يضرب للصَّبُور على الشدة والجهد‏.‏

وسئل علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه عن بني أمية فقال‏:‏ أشَدُّنَا حُجَزاً وأَطْلَبُنَا للأمر لا يُنَالُ فينالونه‏.‏

1994- شَرٌّ أَهَرَّ ذَا نَابٍ‏.‏

يقال ‏"‏أهرهُ‏"‏إذا حَمَلَه على الْهَرِير، و‏"‏ شر‏"‏ رَفْعٌ بالابتداء، وهو نكرة، وشرط النكرة أن لا يبتدأ بها حتى تخصص بصفة كقولنا‏:‏ رجُلٌ من بني تميم فارس، وابتدؤا بالنكرة ههنا من غير صفة، وإنما جاز ذلك لأن المعنى ما أهر ذا نابٍ إلا شرٌّ، وذو الناب‏:‏ السبعُ‏.‏

يضرب في ظهور أمارات الشر ومخايله‏.‏

1995- اشْدُدْ حُظُبَّى قَوْسَكَ‏.‏

هذا من أمثال بني أسد، وحُظُبَّي‏:‏ اسم رجل‏.‏

يضرب عند الأمر بتهيئة الأمر، والاستعداد له‏.‏

1996- شَرِبَ فَمَا نَقَعَ وَلاَ بَضَعَ‏.‏

يقال‏:‏ بَضَعْتُ من الماء بَضْعاً رَوِيتُ، ونَفَعْتُ‏:‏ أي شفيت غليلي‏.‏

يضرب لمن لا يسأم أَمْراً‏.‏

1997- شَهْرٌ ثَرَى، وَشَهْرٌ تَرَى، وَشَهْرٌ مَرْعَى‏.‏

يعنون شهور الربيع‏:‏ أي يمطر أولا، ثم يطلع النبات فتراه، ثم يطول فترعاه النَّعَمُ، وأرادوا شهر ثَرًى فيه، وشهر ترى فيه، فحذفا كا قال‏:‏

فَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا * ويَوْمٌ نُسَاءُ وَيَوْمٌ نُسَرُّ

أي نُسَاءُ فيه ونُسَرُّ فيه، وإنما حذف التنوين من ثَرى ومَرْعىً في المثل لمتابعة ترى الذي هو الفعل‏.‏

1998- شَعَبَتْ قَوْمِي شَعُوبُ‏.‏

الشَّعْبُ من الأضداد، يكون بمعنى الْجَمْع وبمعنى التفريق، وهو بمعنى التفريق ههنا، وشَعُوبُ‏:‏ اسمُ للمنية لأنها تَشْعَبُ بين الناس، أي تُفَرِّقُ‏.‏ يضرب عند تَفَرُّقِ القومِ‏.‏

1999- شَوْفُ النُّحَاسِ يُظْهِرُ النُّحَاسَا‏.‏

الشَّوْف‏:‏ الجَلاَء، يقال‏:‏ شُفْتُه ‏[‏ص 371‏]‏ إذا جَلَوْتُه، يقول‏:‏ إذا شُفْتَ النحاس، فإن شَوْفَه لا يُخْرِجه من النحاسية‏.‏

يضرب للئيم يُحَثُّ على الكرم فيأباه‏.‏

2000- شَرِيبُ جَعْدٍ قَرْوُهُ المُقَيَّرُ‏.‏

الشَّرِيب‏:‏ الذي يُشَاربك، وجَعْد‏:‏ اسمُ رجلٍ، والقَرْو‏:‏ أصلُ شجرة يُنْقَر، فيجعل كالحوض يصب فيه العصير، والمُقَير‏:‏ المَطْلي بالقير‏.‏

يضرب للبخيل لا فَضْلَ عنده، يعطي أحداً‏.‏

2001- شَنُؤَةٌ بَيْنَ يَتَامَي رُضَّعِ‏.‏

الشَّنُؤَة‏:‏ ما يستقذر من القول والفعل‏.‏

يضرب لقومٍ اجتمعوا على فُجُور وفاحشة ليس فيهم مُرْشِد ولا ناهٍ‏.‏

2002- شِيكَ بِسُلاَّءَةِ أُمِّ جُنْدُعِ‏.‏

السُّلاَّءة‏:‏ شَوْكة النخل، وأم جندع‏:‏ امرأة‏.‏

يضرب لمن يؤتى من مَأْمَنِهِ‏.‏

2003- شَرُّ دَوَاءِ الإِبِلِ التَّذْبِيحُ‏.‏

وذلك أن السنة إذا كانت مُجْدِبة، يُخَاف منها على الإبل، ذَبَحُوا أولادها لتسلم الأمهات‏.‏

يضرب لمن فر من أمْرٍ، فوقَع في شر منه‏.‏

2004- شمَّ بِخِنَّابَةِ أُمّ شِبْلٍ‏.‏

الْخِنَّابة‏:‏ مالان من الأنْفِ مما يلي الخد، وأم شبل‏:‏ الأسد ‏.‏

يضرب للمتكبر‏.‏

2005- شَمَّرَ ثَرْوَانُ وَصَاوٍ هُكَعَةٌ‏.‏

يقال‏:‏ رجل ثَرْوَان، إذا كان كثيرَ المالِ، والصَّاوِي‏:‏ اليابس، يقال‏:‏ صَوَى يَصْوِي صويّاً إذا يبس، والهُكَعَة‏:‏ الأحمق الكسلان‏.‏

يضرب للغنى المشمِّر الجادِّ في أمره، يُبَاهيه ويُبَاريه كسلان رثّ الحال، فمن أين يلتقيان‏؟‏‏.‏

2006- شَيْخٌ بِحَوْرَانَ لَهُ أَلْقَابُ‏.‏

حَوْرَان‏:‏ من أرض الشأم، وبعده‏:‏

الذئب والعَقْعَقُ والْغُرَاب*

يضرب لمن يُظْهِر للناس العَفَاف والصَّلاَح ومِنْ حقه أن يُحْتَرز من قُرْبه‏.‏

2007- شَهْرَا رَبِيعٍ كجُمَادَى الْبُوسِ‏.‏

جُمَادى‏:‏ عبارة عن الشتاء، وجمود الماء فيه‏.‏

يضرب لمن يَشْكُو حالَه في جميع الأوقات أخْصَبَ أم أجْدَبَ‏.‏

2008- شَرِيفُ قَوْمٍ يُطْعِمُ الْقَدِيدَ‏.‏

يقال‏:‏ إن القَدِيدِ شر الأطعمة، والرجل ‏[‏ص 372‏]‏ الشريف لا يقدِّدُ اللحم، وهذا الشريف يُقَدِّدُ‏.‏

يضرب لمن يظهر السَّخَاء ولا يُرَى منه إلا قليل خير‏.‏

2009- شَكَوْتُ لَوْحاً فَخَزَا لِي يَلْمَعَا‏.‏

اللَّوْح‏:‏ العَطَش، وحَزَا يَحْزُو وحَزْواً‏:‏ رَفَعَ، واليَلْمَع‏:‏ السَّرَاب‏.‏

يضرب لمن يَشْكو حالَه إلى صاحبٍ له فأطمعه فيما لا مَطْمَعَ فيه‏.‏

2010- شَمْلٌ تَعَالَى فَوْقَ خَصْبَاتِ الدَّقَلِ‏.‏

الشَّمل والشِّمْل‏:‏ ما يبقى على النَّخْل بعد الصِّرَام، والخصبة‏:‏ النخلة الكثيرة الحمل، قال الأعشى‏:‏

كأنَّ على أَنْسَائِهَا عِذْقَ خَصْبَةٍ * تَدَلَّى من الكَاُفوِر غَيْر مُكَمَّمِ

والدقَل‏:‏ أراد التمر‏.‏

يضرب لمن قلَّ خيره، وإن استخرج منه شيء كان مع تعب وشدة‏.‏

2011- شِوَالُ عَيْنٍ يَغْلِبُ الضِّمارَا‏.‏

الشِّوَال‏:‏ الشيء القليلُ، والضِّمار‏:‏ النسيئة، والعين‏:‏ النقد، والمعنى قليلُ النقدِ خيرٌ من النسيئة‏.‏

قاله أبو جابر بن مليل الهذلي أيام حاصر الحجاجُ بنُ يوسف عبدَ اللّه بن الزبير، وكان عبد اللّه يحسن الوعد ويُطِيل الإنجاز، وكان الحجاج يَفْجَأ أصحابه بالعَطِيَّات، فقيل لأبي جابر‏:‏ كيف ترى ما نحن فيه‏؟‏ فقال هذا القول، فذهب مثلا‏.‏

2012- أَشْرَى الشَّرِّ صِغَارُهُ‏.‏

أي‏:‏ ألَجُّه وأبْقَاه من قولهم‏"‏ شَرِيَ البرق‏"‏ إذا كثر لمعانه، وشَرِيَ الفرسُ، إذا لَجَّ في سيره ‏.‏

قالوا‏:‏ إن صياداً قدم بنِحْىٍ من عسل ومعه كلب له، فدخل على صاحب حانوت، فعرض عليه العسل ليبيعه منه، فقطَر من العسل قطرة، فوقع عليها زنبور، وكان لصاحب الحانوت ابنُ عرسٍ فوثَبَ ابنُ عرس على الزنبور، فأخذه فوثَبَ كلبُ الصائد على ابن عرس فقتله‏.‏فوثَبَ صاحبُ الحانوت على الكلب فضربه بعصاً ضربةً فقتله، فوثب صاحبُ الكلب على صاحب الحانوت فقتله، فاجتمع أهلُ قرية صاحب الحانوت فقتلوه، فلما بلغ ذلك أهلَ قرية صاحب الكلب اجتمعوا فاقتتلوا هم وأهلُ قرية صاحب الحانوت حتى تفانوا، فقيل هذا المثل في ذلك‏.‏ ‏[‏ص 373‏]‏

2013- أُشِبَّ لِي إِشْبَاباً

قال أبو زيد‏:‏ إذا عَرَضَ لك إنسان من غير أن تذكُرَه قلتَ هذا، أي رُفِع لي رَفْعاً‏.‏

قلت‏:‏ وأصلُه من ‏"‏شَبَّ الغلامُ يَشِبُّ‏"‏ إذا ترعرع وارتفع، وأشّبَّهُ اللّه إشبابا أي رَفَعه‏.‏

يضرب في لقاء الشيء فَجْأة

2014- شَرُّ مَرْغُوبٍ إليْهِ فَصِيلٌ رَيَّانٌ

وذلك أن الناقة لا تكاد تَدِرُّ إلا على ولد أو على بَوٍّ، فإذا كان الفصيلُ ريَّان لم يَمْرِهَا فبقي أربابُهَا من غير لبن‏.‏

يضرب للغني التجأ إليه محتاج‏.‏

2015- شَوْقٌ رَغِيبٌ وَزُبْير أَصْمَعُ

قيل‏:‏ الشوق ههنا الشقو، وهو فتح الفم، فقدم الواو في المصدر، والفعل جاء على أصله، يقال‏:‏ ‏"‏شَقَا فَمَه يَشْقُوه‏"‏ إذا فَتَحه والزبير‏:‏ القمة، والأصمع‏:‏ الصغير‏.‏

يضرب لمن وَعَدَ وأكد ثم لا يفي بشيء مما قال وإن قلَّل وصَغَّر‏.‏